صفات النسابة المشجر

صفات النسابة المشجر
قلنا آنفاً إن لْفظ النسب طريقتان اثنتان ، والن ى س اب ينقسمون في ذلك إلى
ثلَث فئات ، نسابون دونوا المبسوطات ، ونسابون شجروا المشجرات ،
ونسابون جُعوا بين الطريقتين ، صحيح أن لكل امريء ما يهوى ، ولكن
المشجر لَ يتقن حفظ النسب به أيُ أحدٍ ، ولذا فإن للنسابة المشجر
صفا ت يجب أن تكون فيه زيادة علَّ النسابة الذي أسلوبه البسط ، وهذه
الصفات التي تحضرنا هي : حسن التخطيط للتشجير . والذوق السليم في
ذلك ، مع اللطافة والظرافة .
أما ما كان من الْمانة ، والإتقان ، ووفرة العلم ، وحضور القلب ،
والسلَمة من الغفلة ، والعدالة .. وغيرها من الصفات ، فهذا مما يجب
توفره في كل مزاول لهذه المهنة ، ممن يدعي العلم بالْنساب ، وتصدق
فيهم تلك ال ى د عوى ، سواء أكان منتسباً للقوم ، أم أنه غير منتسب لهم ، أو
كان مولى ، فهذه صفات كل ناسبٍ ، وكل حافظٍ للنسبِ ، من أهل
المبسوطات أم المشجرات ، أ ى م ا المدلسون المندسون ، والوضاعون ،
والقصاص ، والْدعياء ، وتجار الْنساب ، فيجب أن يُ منعوا من تعاطي
هذا العلم ، ومن مزاولة هذا الفن ، ب سلطان ال ى شْ ع وسلطان الْاكم ، كما
هو مقرر في ميثاق النُّسَّابَ.
24
وربما جُع إنسان أفراد أسرته ثم ذهب بها إلى أحد الخطاطين ممن لَ دراية
لها بأصول هذا العلم ، فيرسم له مشجرةً تُ فسد كل ما عمل ، وتكون تلك
المشجرة سبباً لإعجام أنساب أسرته ، ويكون الرسم فيها وحسنه وألوانه
كل ذلك علَّ حساب المضمون ، وربما كانت من القبح لدرجة أن لَ
صورة ولَ مادة.